أي أبنائي المعلّمين الشيخ البشير الإبراهيمي – رحمه الله –
أي أبنائي المعلّمين الشيخ البشير الإبراهيمي - رحمه الله -
أي أبنائي المعلّمين الشيخ البشير الإبراهيمي – رحمه الله –
إنّكم في زمن، كراسي المعلّمين فيه أجدى على الأمم من عروش الملوك،
وأعوَد عليها بالخير والمنفعة. وكراسي المعلّمين فيه أمنع جانبًا وأعزّ قبيلًا من عروش الملوك،
فكم عصفت العواصف الفكريّة بالعروش، ولكنّها لم تعصف يومًا بكرسيّ المعلم.
إنّكم تجلسون من كراسي التّعليم على عروش ممالك، رعاياها أطفال الأمّة،
فسوسوهم بالرّفق والإحسان، وتدرّجوا بهم من مرحلة كاملة في التّربية إلى مرحلة أكمل.
إنّهم أمانة الله عندكم، وودائع الأمّة بين أيديكم، سلّمتهم إليكم أطفالًا،
لتردّوهم إليها رجالًا، وقدّمتهم إليكم هياكل لتنفخوا فيها الرّوح، وألفاظًا لتعمروها بالمعاني،
وأوعية لتملأوها بالفضيلة والمعرفة.
إنّكم رعاة، وإنّكم مسؤولون عن رعيتكم. وإنّكم بُناة، وإنّ الباني مسؤول
عمّا يقع في البناء من زيغ أو انحراف.
إنّ من الطّباع اللّازمة للأطفال أنّهم يحبّون من يتحبّب لهم،
ويميلون إلى من يحسن إليهم، ويأنسون بمن يعاملهم بالرّفق،
ويقابلهم بالبشاشة والبشر. فواجب المربّي الحاذق المخلص،
إذا أراد أن يصل إلى نفوسهم من أقرب طريق، وأن يصلح نزعاتهم بأيسر كلفة،
وأن يحملهم على طاعته وامتثال أمره بأسهل وسيلة، هو أن يتحبّب إليهم،
ويقابلهم بوجه متهلل، ويبادلهم التّحية بأحسن منها، ويسألهم عن أحوالهم باهتمام،
ويضاحكهم، ويحادثهم بلطف وبشاشة، ويبسّط لهم الآمال، ويظهر لهم من الحنان والعطف ما يحملهم.
البصائر، العدد ٦٨، ٢١ فيفري ١٩٤٩م.